سحر الريف ونقاوة الإحساس في مجموعة برونيلّو كوتشينلّي النسائية لربيع 2019
مزيج من الاتجاهات المعاصرة والأناقة الكلاسيكية يعزّز العناصر المميزة لدار برونيلّو كوتشينيلّيBrunello Cucinelliالتي تختصر حرية تحديد هوية الفرد في عصر متعدّد الثقافات، ما يمنح قيمة للعفوية، من دون التضحية بالاتجاهات والتطلعات الحديثة، فالأصالة والحرفية تعكسهما جاذبية ريفية ومصقولة على حدّ سواء، تحتفل بالجمال الأصيلوروعة المواد والخامات الطبيعية المستخدمة.
تضمّ مجموعة الأزياء النسائية لربيع 2019العناصر الأولية وأصول الأناقة، والألوان الطبيعية، وأجواء الصحراء، والعالم النابض، والأسطح الحديثة، والحرفية الرائعة، كلّها تجتمع في توجّه متوازنومحدّد. هنا، درجات جديدة من الأبيض والألوان الحيادية، وألوان الأرض، والجلد الطبيعي الدافئ،تنقل شعورًا بالراحة والوئام، لا يتأثّر بالوقت، بما يتخطّى المواسم ويمحو الحدود في ما بينها.
مزيج الألوان الطبيعية يولد في سيمفونية من الضوء والظلام، والألوان الحيادية الباردة والدافئة، تحيطها نغمات مشمسة ونقيّة. حيث يتم الجمع بين لون التبغ الدافئ وظلال البيج مع درجات ألوان صيفية زاهية: الأصفر المُشمس، والأحمر الصدئ، والكرز الداكن، ونطاقات من اللون الأخضر تميل إلى ظلال زرقاء.
الأقمشة والجلديات
خامات الكتّان والقنّب، بملمسها الطبيعي غير الأملس، هي الأساس لجميع قطع المجموعة. حيث يبرز اللون الطبيعي للكتان بشكله وتكوينه الخام. ويأخذ المظهر العضوي للمواد إيقاعًا خالصًا، مناقضاًأنماط الشيفرون الرجالي، والمربّعات، وطبعة أمير ويلز، وأيضاً أنوثة الأقمشة الشفافة، والفيسكوز الرقراق، والحرير الناعم.
تتناوب جلود نابا الفاخرة مع الشاموا الخشن، وتبرز بحوافها المقطوعة بشكلها الخام. وتذكّرنا الجلود بنوعيها الخشن والناعم،بمظهر الأقمشة التقنية والرياضية والمقاومة للماء. كما يتناقض قماش البوبلين المصبوغوالمغسول مع الأورغانزا الفاتحة وحرير الجابونيت الخفيف. أما القمصان والفساتين، فتمتاز بمزيج من التقليمات الإثنية.
الأشكال والمجموعات
تمتاز كل من القطع النهارية والمسائية بأسلوب مريح من خلال المواد المتداخلة والأسطح المتناقضة. من السترات المميزة بالخياطة المتقنة، بأربطتها وأغطية الرأس، وإلى القطع ذات الشكل الواسع والتي يمكن ارتداؤها مع التنانير والفساتين والسراويل الناعمة. تمّحي الحدود بين القمصان والتي شيرت، تزيّنها رقع التخاريم الأنيقة، والموديلات الملتفّة، وأشكال الكيمونو. وتحملالبلوزات ملامح من الحقبة الاستعمارية، بأزرار عسكرية وجيوب واسعة، أو قد تأتي مصقولة بقماش ناعم يليق بالقطع الأساسية.
أما القطع المسائية فتتألّف من الفساتين التي تفيض أنوثة، وأيضاً الجمبسوت، والبدلات الحافلة بالتناقضات: فأقمشة الكتّان المقصوصة بشكل خام، تتواصل من خلال الأحزمة مع الشيفون والساتان الشفاف. بينماالجمبسوت تذكّرنا بأجواء الثمانينيات، بجيوبها، وسحّاباتها، وغطاء الرأس، أو قد تأتي بتصميم مستوحى من التكسيدو، فتقوم بدور هام في المناسبات النهارية أو المسائية.
سترات البليزر والبدلات
مع اختفاء الحدود في ملاءمة القطع لتشكيل الإطلالة، أصبحت سترات البليزر الآن في مكانة السترات القطنية أو الصوفية الخفيفة، فهي أكثر من مجرد شعار، بل هي واقع يفرض نفسه في عالم النموضة. والتنوّع الذي نجده في هذه الفئة يضفي لمسة حضرية حتى على الإطلالات الأقل تحفّظاً والأكثر ميلاً إلى المغامرة، ولا سيما البليزر بلا أكمام والتي تليق بفصل الصيف والطقس الدافئ. ويأتي التأثير الرجالي من التوكسيدو، من خلال السترات ذات الصدر المزدوج والملامنح العسكرية، وتتناوب مع الموديلات العصرية الواسعة والأكتاف المنخفضة، أو حتى أجواء الملابس الصحراوية، بتفاصيل مثل الأحزمة الجلدية أو المصنوعة من الحبال.
البدلات من جهتها هي من القطع الأساسية للنهار والمساء على حدّ سواء، وهي متوافرة في المجموعة بمجموعة غنيّة من المواد: من الجلد ذي الملمس المخملي الناعم، وإلى الكتّأن، وإلى القطن الخفيف بألوان حيادية أو ألوان أكثر دفئاً. ويمكن ارتداؤها مع بنطلونات الكارغو ذات الجيوب المتعددة، وشورت بيرمودا، وحتى التنورة القصيرة، حيث أنها تمثل ترجمة مختلفة لروح العصر.
الحياكة
القطع المُحاكة هي من التصاميم المفضّلة في الإطلالة الريفي، بخامات من الكتّأن والقنّب، تتخللها تفاصيل مغايرة من الصوف الناعم، وتأثيرات لامعة، وتفاصيل شفّافة. وتتمثل هذه القطع بسترات خفيفة للأيام الربيعية المنعشة. أما الحياكة نفسها فتتراوح بين الشبك، والكروشيه، والحياكة الواسعة، في ترجمة أنثوية للتصاميم الفولكلورية والخطوط الهندسية. ونجد على سبيل المثال شرائط أشبه بالشاموا تتداخل مع اللباكا والموهير لتشكل ما يشبه حياكة السجاد، مزينة بخطوط لامعة. أما التضليعات الإنكليزية، فتبرز من الكتان والقنب، وتزينها الأزرار المعدنية والاحزمة الجلدية، لتظهر سحراً ‘تنياً. أو قد ـاتي بمظهر رياضي معاصر بأكمام واسعة مستوحاة من الكيمونو. التقليمات من جهتها تسيطر تماماً على أسلوب برونيلو كوتشينيلي، من الحياكة الديناميكية أو اللامعة على الحياكة الإنكليزية، أو النمط الإتني المتنوع الذي يشكّل تركيبات مختلفة ولعبة لونية قوامها الادرجات الحيادية. أما الصوف الناعم فيأتي مزيّناً بتقليمات مركّبة، تتعارض مع الصوف ذي المظهر الخشن، والشرائط اللامعة، فتصنع توازناً من مجموعة من التباينات.
البنطلونات والتنانير
البنطلونات تأتي بأشكال جديدة وتأثيرات تعبّر تماماً عن الحرية والتفرّد اللذان يميّزان هذه المجموعة. فالأنوثة تظهر واضحة في الأحجام الواسعة بشكل بالغ، والخصر العالي، متناوبة مع القطع التي تحتضن شكل الجسم، والقماش ذي الكسرات، والأحزمة، والخطوط غير المتوازية. ومن الموديللات البارزة، بتنطلونات تشاينو، والكارغو، والجوغر، كلها ترتدي مظهراً أكثر فخامة بفضل التفاصيل المصنوعة من الساتان الناعم، وجلود النابا والشاموا. أما الألوان فيبرز منها الكحلي النيلي الكلاسيكي، والبني المحمرّ، والخاكي، لتمنح الدنيم حياة جديدة، تثريها تفاصيل بأشغال الترقيع والتطريز ثلاثي الأبعاد.
وأما التنانير، فتبرز بأشكال جديد تجريبية، بفكر مرن، لتجمع بين التفاصيل الرومانسية، والخطوط الإتنية، والجاذبية العصرية. فمنها التنانير الملتفة، والواسعة، والتي تربط بعقدة، وتلك التي تمتاز بأطراف غير متوازية الطول لتضفي النعومة حتى على الأقمشة الرياضية الأكثر قوة في الشكل. كما نجد التول الهفهاف، والغاباردين النقيّ، مزيّنة بالطبعات، والتفاصيل البرّاقة، والتطاريز، أو بتفاصيل لونية مصنوعة بالترقيعات المطرّزة بأسلوب ريفي مميّز.
الأكسسوارات
في مجموعة الأكسسوارات، الأقمشة الطبيعية، والجلد الفاخر، تتداخل مع الأسطح الريفية الممزوجة بالتفاصيل البرّاقة، لتسهم في تشكيل أناقة تتحدّى الزمن. كما يتّحد الأسلوب الغتني مع الفنتدج في باقة من التصاميم ذات النوعية الفاخرة التي تنطق بالحرفية العالية وإتقان الصنع.
وأما الألوان الناعمة المستمدّة من تأثيرات الحقبة الاستعمارية، فتتزاوج مع الجلود الفاخرة، لتجعل من الأحذية عناصر متنوّعة تكمّلأ الإطللات بشكل رائع. وتمتاز هذه الاكسسوارات بالخفّة، والنعومة، التي تتحدّ مع الأشكال العصرية للصنادل والأحذية المسطّحة، وحتى في السنيكرز، والموكاسان، والحذاء الذي يصل لمستوى الكاحل، بأسلوب الريترو المشبع بالحنين إلى الماضي.
حقائب اليد تمتاز بدورها بالأسلوب الراقي، وتأتي بمجموعة من الأشكال والأحجام لتجمع بين النوعية العالية والجانب العمليّ. ويحتلّ الابيض اسيادة في هذه المجموعة من حيث الألوان، أكان لوناً أساسياً، أو من حيث التفاصيل التزيينية.