الإفراط في قضاء الوقت أمام الشاشات يؤدي إلى اضطراب دورة النوم
كشفت دراسة جديدة نشرتها مجلة ’سيل ريبورتس‘ العلمية، وأجراها مجموعة من العلماء في ’معهد سالك للدراسات البيولوجية‘ في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، بأنّ التعرض المطوّل للأضواء الاصطناعية حتى وقت متأخر من الليل قد يحفز خلايا محددة في العين لتقوم بإعادة تهيئة الساعة الداخلية للجسم، ما يساهم بحدوث اضطرابات في النوم، كما قد يؤدي إلى ظهور مجموعة من المشاكل الصحية.
وتحتوي أعمق طبقات شبكية العين مجموعة فرعية صغيرة من الخلايا الحساسة للضوء، والتي تقوم بمعالجة مستويات الضوء المحيط وإرسال الإشارات للآليات الحيوية للجسم. ويؤدي تعرض هذه الخلايا للضوء المتواصل إلى تولد بروتين الميلانوبسين في داخلها بشكل مستمر، فترسل إشارات حول مستويات الضوء المحيط إلى الدماغ مباشرة لتنظيم وظائف الوعي والنوم واليقظة. ويلعب الميلانوبسين دوراً حيوياً في مزامنة الساعة الداخلية للجسم بعد عشر دقائق من التعرض للإضاءة، كما يقوم بتثبيط هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم تحت تأثير الضوء الساطع. ووفقاً للباحثين في ’معهد سالك‘، تستمر استجابة خلايا الميلانوبسين باستمرار الإضاءة، الأمر الذي يُعدّ في غاية الأهمية نظراً لأنّ إيقاع الساعة البيولوجية -وهي العملية البيولوجية المسؤولة عن دوارت النوم واليقظة الطبيعية لجسم الإنسان- مصمم بحيث يستجيب للإضاءة المطوّلة فحسب.
ونظراً لطبيعة الحياة في هذا العصر، بات الناس يُمضون أوقاتاً أطول أمام الشاشات، سواءً كانت شاشات الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية أو أجهزة التلفاز. وبحسب جولي مالون، الاستشارية المعتمدة لشؤون النوم والتوجيه الأسري لدى ’نرتشر تو سليب‘ في الإمارات العربية المتحدة، فإنّ هذا النوع من الحياة الرقمية يُفضي في الغالب إلى حدوث اضطرابات في النوم.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت جولي: “قد ينتج انعدام القدرة على النوم أو الاستغراق فيه نتيحة ظروف آنية أو عاداتٍ غير صحية للنوم على المدى الطويل. وفي النهاية، يؤدي الحرمان من النوم إلى الإرهاق وسرعة الغضب وعدم القدرة على العمل خلال اليوم، كما قد يؤدي، مع مرور الوقت، إلى الإصابة بمشاكل صحية عديدة مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وداء السكري. وتسهم الأجهزة الإلكترونية في بقاء مستخدميها متصلين على مدار الساعة سواءً لتفقد البريد الإلكتروني أو لعب ألعاب الفيديو؛ أو متابعة مواقع التواصل الاجتماعي أو مشاهدة التلفاز. ونتيجة لذلك، يعاني المستخدمون من مشاكل في الخلود إلى النوم والحصول على نومٍ جيد، حيث يعاني الدماغ من التحفيز المفرط، وهي الحالة المعاكسة تماماً لما يجب أن يحدث قبل النوم. وقد يؤدي تعرض الدماغ للتوتر إلى دخول الجسم في حالة من الصراع بين النوم واليقظة وبالتالي إفراز هرمون التوتر الذي يسبب حالة غير مناسبة للنوم على الإطلاق”.
وأكّدت جولي، التي ستكون من المتحدثين الرئيسيين في النسخة القادمة من “معرض النوم للشرق الأوسط”، على أنّ إطفاء الأجهزة الإلكترونية، لا سيّما في غرف النوم، هي الطريقة المثلى للحصول على قسطٍ سليمٍ وعميق من النوم.
ويعد المعرض، الذي يُقام في ’دبي فستيفال سيتي أرينا‘ في الفترة الممتدة بين 11 و13 أبريل 2019، الفعالية الأولى من نوعها والتي تجمع تحت مظلتها نخبةً من الخبراء والمبتكرين لعرض ومناقشة أحدث الابتكارات في قطاع تكنولوجيا النوم.
وتابعت جولي قائلة: “ننصح بالحرص على الاسترخاء قبل موعد النوم، وتخصيص وقت خالٍ من الأجهزة الإلكترونية لمدة 15 إلى 30 دقيقة قبل التوجه للخلود إلى النوم. كما أن ضبط للتذكير بموعد النوم، قبل 30 دقيقة منه، يساهم في الحفاظ على موعد ثابتٍ للنوم ويذكر بوجوب إطفاء الأجهزة المحمولة”.
ويشكل “معرض النوم للشرق الأوسط” المنصة الأمثل لاستعراض أحدث الحلول والتقنيات الخاصة بالنوم، حيث يستقطب أبرز الجهات المعنية في قطاع تقنيات النوم ويجمعها تحت سقف واحد. وفضلاً عن منصات عرض المنتجات والعروض التوضيحية المباشرة، تم تصميم المعرض ليكون وجهة متميزة تتيح للشركات إمكانية التعرّف أكثر على فرص العمل في قطاع النوم بالشرق الأوسط.