محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور المصمم العالمي اوسكار دو لارنتا
“أوسكار دي لا رنتا” Oscar de la Renta هو من دون شك مصمم الفستان المثالي وأحد أبرز المصممين العالميين لنجمات السجاد الأحمر والعائلات الملكية، كل سيدة أنيقة تحلم بامتلاك فستان من ابتكاره، فقد ارتدت تصاميم هذا المبدع الذي يحمل الجنسيتين الأمريكية والدومنيكانية مجموعة كبيرة أشهر نساء العالم، من “لورا بوش” Laura Bush، وHillary Clinton، وJacqueline Kennedy Onassis، إلى Beyonce وRihanna، وCameron Diaz، وSarah Jessica Parker ، مرورا بـPenelope Cruz ، وSandra Bullock، وEva Longoria، وHalle Berry.
حوار: عدنان الكاتب Adnan ALKateb
ولد “لا رنتا” في جمهورية الدومينكان لأم دومنيكانية وأب من بورتوريكو. سافر في شبابه إلى العاصمة الإسبانية مدريد، حيث درس فن الرسم، لكنه سرعان ما اكتشف اهتمامه بعالم الموضة وتصميم الأزياء، فتدرب على يد “كريستوبال بالنسياغا”Cristobal Balenciaga المصمم الإسباني الأشهر. بعدها انتقل إلى باريس ليعمل مساعدا لـ”أنطونيو كاستيو” Antonio Castillo في دار “لانفان”Lanvin .
1965 كان عاما حاسما بالنسبة إليه، لأنه أطلق دارا باسمه تقدم أروع الأزياء الجاهزة، لكنه من 1993 إلى 2002 تولى تصميم مجموعات الأزياء الراقية (هوت كوتور) لدار “بالمان”Balmain فكان بذلك الدومنيكاني الأول الذي يصمم لدار كوتور فرنسية.
خلال 50 عاما تقريبا، وسع مجال عمل داره، فأطلق عطره “أوسكار”OSCARk وخطا لفساتين الأعراس، وخط إكسسوارات، وخط مفروشات. وحاز جوائز عديدة خلال مسيرته المهنية في مسقط رأسه وفي الولايات المتحدة الأمريكية وفي إسبانيا، حيث نال جائزتين من الملك خوان كارلوس. وترأس مجلس مصممي الأزياء الأمريكي من العام 1973 إلى 1976، ومرة ثانية من العام 1986 حتى العام 1988، كما أنه عضو في مجالس الإدارة لكثير من الجمعيات الخيرية.
من أشهر أقواله “لست مهتما بإحداث صدمات في عالم الموضة. كل ما أريده هو تصميم أزياء جميلة”. وهذا بالضبط ما يفعله، فأزياؤه تتسم دائما بالأنوثة المتألقة والأناقة المترفة والألوان المشرقة.
في البداية، أخبرنا أكثر عن أوسكار دي لا رنتا .. عن حياتك الخاصة بعيدا عن عالم الموضة والشهرة والنجوم.
عندما لا أكون منهمكا في تصميم الأزياء، أحب تمضية وقتي في أحد المنزلين اللذين أملكهما، الأول في كونيتيكت في الولايات المتحدة، والثاني في جمهورية الدومنيكان. هناك دائما مشروع ينفذ في منزلي، وفي معظم الأحيان يكون مشروعا في إحدى حدائقي. أعشق العمل في الحديقة الذي علمني أمورا عديدة تؤثر في حياتي اليومية، وأبرزها أهمية الرعاية والصبر.
ما النصائح التي تقدمها لقارئات “هي” من أجل الحفاظ على الجاذبية والمظهر الجميل المصقول؟
أعتقد أنه على كل إنسان أن ينمي خلال حياته نوعا من الانضباط لذاته أو ما يعرف بضبط النفس. فكما قلت مرارا، إن مفتاح الأناقة والمظهر الجميل يكمن في الثقة بالنفس عموما وبالشكل الخارجي خصوصا.
ما عطرك المفضل؟
أحب عطر “سانتو دومينغو” Santo Domingo من مجموعتي الجديدة “إسينشال لاكجوريز” Essential Luxuries. هو يعبق برائحة تبغ رائعة.
ماذا تمثل المرأة في حياتك؟
القوة، والجمال، والأنوثة.
كيف تستطيع التوفيق بين المحافظة على قوتك ووهجك من جهة، والاستمرار في التفكير والإبداع والعمل الشاق من جهة أخرى؟
التصميم لم يكن يوما بالنسبة إلي عملا صعبا أو عملية مجهدة، بل على العكس، لطالما غمرني عملي بالفرح والسعادة.
ما هي أولى ذكرياتك التي تظهر اهتمامك بالموضة؟ وهل من شيء تندم عليه؟
لطالما قلت إنني أملك ذاكرة بعوض، لكنني لا أندم على شيء.
كيف تمضي يوم عمل نموذجيا؟ أو كيف تصف يوم عملك التقليدي؟
الوقت المفضل لدي هو الذي أمضيه في العمل مع فريق من المساعدين في نيويورك. ما من يوم يشبه الآخر، كل يوم يحمل دروسا جديدة.
ما كان التحدي الأكبر في حياتك المهنية حتى هذا اليوم؟
التحدي الأكبر لي كمصمم هو أن أبذل كل ما بوسعي لأقدم أفضل ما يمكنني تقديمه إلى المرأة التي تتطور وتتغير في طرق استثنائية. هذه المرأة تشكل تحديا يوميا لي.
تلهم الكثيرين في عالم الموضة .. هل من شخصية تلهمك؟
مصدر الإلهام الأبرز عندي هو امرأة هذا العصر، فلم تكن المرأة يوما متحكمة في مصيرها كما هي اليوم. المرأة اليوم هي حقا أروع مصدر إلهام.
ما نصيحتك الذهبية للمبتدئين في عالم التصميم؟
تعلموا من زبائنكم، هناك العديد من المصممين اليافعين والموهوبين الذين لا ينجحون في مسيرتهم المهنية، لأنهم لا يصغون إلى حاجات المرأة التي يصممون لها. ابتكار أزياء جميلة ومثيرة للاهتمام مهم بقدر ما هو مهم أن تكون هذه الأزياء قابلة للارتداء.
كيف تواجه أو تتعامل مع الصعوبات والعقبات؟
أعمل بشكل متواصل على تحسين حرفتي وصقلها. كل موسم يحمل معه فرصة للتحسين والتعلم من الأخطاء.
كيف تحافظ على قوة ماركة “أوسكار دي لا رنتا” في أسواق الموضة العالمية التي تغص بالمنافسين البارزين؟
الأهم في عالم الموضة هو أن تبقى وفيا لرؤيتك. النجاحات التي حققتها حصلت لأنني لم أنس يوما من أكون ومن أين أتيت.
إلى أي مدى تضفي لمستك أو أسلوبك الخاص على مجموعتك؟
لست من متبعي المدرسة التبسيطية أو التقليلية. أنا لاتيني، ومن المعروف أننا نحب كل ما هو قوي وبارز ومفرح.
شهد عالم الموضة تغييرات وتقلبات كثيرة عبر التاريخ. ما هي المجموعات المفضلة لديك؟ وما هي العناصر التي ميزتها؟
أنظر دائما إلى الأمام إلى المستقبل، أشعر اليوم بأنني كمصمم أفضل بكثير مما كنت عليه منذ عشرين عاما. تعلمت كيف أكتشف أخطائي وأصححها بشكل فعال.
صممت أزياء جاهزة، وابتكرت أزياء راقية “هوت كوتور” للدار الفرنسية “بالمان”، ودخلت في عالم تصميم أزياء الأعراس عام 2006، ما هي التصاميم التي تملك مكانا مميزا في قلبك؟
عملي لدى “بالمان” Balmain لا ينسى، أحببت كثيرا تجربتي هناك. غير أن قلبي سيخفق دائما للأزياء الجاهزة.
أنت متخصص في تصميم الملابس الجاهزة، لكنك أطلقت أيضا عطرك “أوسكار”OSCAR عام 1977، وبعد ذلك أطلقت خطا للإكسسوارات في العام 2001، وخط مفروشات عام 2002. هل تخبرنا أكثر عن عطرك وعما يميز الإكسسوارات وقطع الأثاث التي تصممها؟
أطلقنا منذ فترة وجيزة مجموعة العطور الجديدة “إسينشال لاكجوريز” Essential Luxuries، وأنا متحمس كثيرا لها. لا نغير المظهر الذي يرانا فيه الناس بشكل يومي، لكننا قد نريد تغيير الرائحة التي تفوح منا. المرأة اليوم تريد أن تمثل نفسها وتعبر عن ذاتها بطرق متنوعة في أوقات مختلفة. لم أعد أرى أن المرأة تتزوج عطرا واحدا.
كل فئات منتجاتي تتقاسم الروح نفسها. ابتكاراتي تعبر عن حبي للألوان وللحياة، وهي مكونة من أفخر المواد في العالم.
صممت أزياء للسيدة كلينتون، وان هاثاواي، والسيدة ريغان، والسيدة بوش، وكاثرين زيتا-جونز وغيرهن، وخلال مسيرتك تغيرت كثيرا موضة النساء، فكيف تعدل في ماركتك كي تجعل تصاميمك تتطور وتتغير أيضا؟ وهل كانت سهلة هذه التعديلات والتغييرات؟
كنت محظوظا بفرص تصميم الأزياء لعدد من النساء المميزات والراقيات خلال مسيرتي المهنية، فكانت تلك التجارب ممتعة وسعيدة. في كل مرة تختار سيدة أن ترتدي أحد تصاميمي، أشعر بفخر كبير، إنه لشرف كبير جدا.
كرمت بجوائز عديدة، ما أهميتها في حياتك؟ وكيف أثرت فيها؟
تقدير أعمالي وتمييزها يفاجئانني دائما، لكنني أفتخر كثيرا وأتشرف بالحصول على أي جائزة. في الحياة يجب أن نتمنى الأفضل ونهدف إلى تحقيق الأسمى ونحقق طموحاتنا.
تصاميمك متوفرة حول العالم، بما في ذلك منطقة الخليج حيث تملك متاجر فاخرة من أهمها دبي. كيف تقيم وجودك في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج؟ وهل من مشاريع لتوسيع هذا الحضور أم أنت مقتنع بالوضع الحالي؟
الشرق الأوسط سوق بغاية الأهمية لنا. نحن سعداء بنجاح بوتيكنا في دبي، وقد افتتحنا في الربيع الفائت متجرا في الرياض. أعشق إحساس النساء الشرق أوسطيات، وأتمنى أن أفتح المزيد من المتاجر في المنطقة.
حين تبتكر التصاميم “أزياء أو إكسسوارات”، هل تتوجه إلى فئة معينة من الناس كفئة عمرية مثلا أم تصمم للأكثرية؟
العمر مجرد رقم في رؤوسنا. امرأة هذا الزمن، بغض النظر عن سنها، تبحث عن الأزياء التي تجعلها قبل كل شيء تشعر بأنها جميلة وواثقة. وهذا ما أحاول أن أقدمه لها في كل ابتكاراتي.
ما هي التيارات الأكثر رواجا وبروزا في عالم الأزياء والإكسسوارات هذا الموسم؟
هذا الموسم، شكلت مجموعة مجوهراتي مصدرا أساسيا استلهمت منه الكثير من أزيائي، لذا تلاحظ أن الزخرفة لعبت دورا كبيرا في المجموعة. فأخذنا صورا لقلادات من الجواهر وطبعناها على التنانير والفساتين والسترات.
وبالنسبة إلى الإكسسوارات، لم يعد “الزائد أخا للناقص” فالمبالغة هي المفتاح هذا الموسم، زوج أقراط أذن جميل كإطار للوجه هو خيار بمنتهى الأناقة.
ما أكثر ما يسعدك في عملك؟ وما أقل ناحية تحبها فيه؟
احتفلت هذا العام بعيد ميلادي الثمانين، وبعد 50 سنة من العمل أقول بكل فخر إنني محظوظ كثيرا لعملي في صناعة أعشقها من كل قلبي. لطالما اعتبرت أن دوري كمصمم يكمن في جعل المرأة تبدو في أفضل حالاتها وتشعر بذلك. هذا أكثر ما يسعدني.
كيف ترى أناقة النساء في العالم العربي عموما والخليج خصوصا؟ وهل من نصائح تود تقديمها إليهن؟
نساء الشرق الأوسط يملكن رقيا ناتجا عن أجيال من الأناقة. أعتقد وأتمنى أنهن يقدرن جمالية عملي وما فيه من أنوثة وتفاصيل دقيقة.
أخيرا، ماذا تقول للجيل الجديد من النساء اللواتي يبحثن عن الأناقة والتميز؟
الموضة مجرد تيارات تتغير وتتبدل على الدوام. أما الأناقة، فهي أن تكوني أنتِ.