سلسلة من الأخطاء والمغالطات التاريخية في “حارة اليهود”
من يتابع مسلسل “حارة اليهود” للفنانة منة شلبي والفنان إياد نصار يلاحظ وقوعه في حزمة من الأخطاء والمغالطات التاريخية التي ترقى إلى وصفها بالجرائم التاريخية التي لا يمكن تبريرها على الإطلاق.
جاء الخطأ التاريخي الأول في أول مشهد من المسلسل، حيث الغارة الإسرائيلية على القاهرة خلال حرب 1948، علما بأن تلك الحرب لم تشهد أية غارات جوية على القاهرة، باستثناء غارة واحدة حلقت فوق قصر عابدين، ولم تكن غارات متلاحقة كما بدا من حديث أبطال العمل.
أما الخطأ التاريخي الثاني، فهو أن الفنانة هالة صدقي تجسد دور صاحبة بيت دعارة مرخص، على الرغم من أن الحكومة المصرية كانت قد ألغت تراخيص بيوت الدعارة بالكامل عام 1945، وجرمت الدعارة، وبالتالي أصبح دور هالة صدقي وبيت دعارتها لا معنى له على الإطلاق.
المغالطة التاريخية الثالثة أن المسلسل عرض للضباط الإنجليز منتشرين في بيوت الدعارة بالقاهرة ويقبعون في أقسام الشرطة كذلك، علما بأن الإنجليز لم يكن لهم هذا التواجد في القاهرة بعد معاهدة 1936، وكان وجودهم قاصرا على قناة السويس ومدن القناة إلى جانب الإسكندرية.
وأخيرا حمل المسلسل الذي كتبه مدحت العدل وأخرجه محمد العدل، مغالطة واضحة حين أظهر سكان حارة اليهود وكأنهم من الطبقة المتوسطة، رغم أنهم في الحقيقة كانوا يعيشون تحت خط الفقر، ولم تكن منازلهم بهذا الاتساع، ولم يكن بمقدورهم شراء هذا الأثاث ولا هذه الملابس التي تساير آخر صيحات الموضة.