الفشل الدراسي وتاثيره على نفسية المراهقين
من بداية العام الدراسي تعيش الأسرة حالة طوارئ تستمر حتى نهاية العام، وتعاني العديد من الأسر مع الطالب الأمرين، بحيث تبدأ مأساة كل سنة مع بداية الدراسة، حتى إذا كانت الطالب متفوق في دراسته، فما بالك إذا كان الطالب يعاني من الفشل الدراسي حيث ان هناك بعض الطلاب التي تشكو من الفشل الدراسي والذي يجعل الأسرة بأكملها تعاني من صداع مزمن متجدد كل عام، وربما يعود هذا الصداع الى ضيق الأحوال الاقتصادية للأسرة، وازدياد مصروفات المدارس والجامعات، بجانب حالة الفشل الدراسي مما يزيد من الأعباء والمسؤوليات على كاهل الأسرة في متابعة الأبناء في المذاكرة.
يؤدي هذا الفشل إلى أضرار وآثار قد تكون خطيرة سواء على الأسرة، أو المجتمع، أو الطالب، وخاصًة إذا كان هذا الطالب في سن المراهقة، فإن هذا الفشل قد يؤدي إلى نتائج أكثر خطورة ودمار على نفسية الطالب، وهذه الأضرار والآثار النفسية قد تتفاوت حسب شخصية المراهق والبيئة المحيطة به، مما قد يهدد استقرار الأسرة وبالتالي ينعكس على المجتمع.
الفشل الدراسي للمراهق .. أسبابه، ونتائجه، والحلول المقترحة لعلاجه
يرجع الفشل الدراسي لعدة أسباب، ومعوقات، تمنع بدورها مواصلة التقدم الدراسي للمراهق، ويمكن إرجاعها لعاملين أساسيين هما
- العامل الذاتي.
- العامل البيئي.
الاسباب والصعاب التي تؤدي إلى الفشل الدراسي للمراهقين
- أولًا العوامل الذاتية
- انخفاض مستوى الذكاء عند الطالب.
- تأخره الدراسي نتيجة عدم الاستيعاب وقلة الفهم.
- إهماله لدروسه و عدم قدرته على مسايرة زملائه.
- إصابة الطالب ببعض الأمراض، مثل الصمم، والأنيميا، وأمراض الكلام والتخاطب، مثل التأتأة، والتلعثم.
- انخفاض مستوى استيعابه وبالتالي إلى تأخره دراسيا عن زملائه، نتيجة بعض الامراض الصحية، خاصًة الامراض المزمنة.
- عدم رغبة الطالب في دراسة نوعية معينة من العلوم.
- الضغط على المراهق من قبل الوالدين بدراسة علوم لا يفضلها، أو القيام بشئ لا يرغبه فعليًا.
- ظاهرة تسرب وهروب الطلاب من المدرسة.
- تقتل طريقة التعامل الخاطئة من الآباء الطموح الشخصي لدى الأبناء لتحقيق الأفضل.
- يسمع الطالب كثيرا من والديه ومعلميه عن الظروف التي يمر بها المجتمع، مما يؤدي إلى فقدان الطالب الدافع الشخصي للدراسة.
- إحجام الطلاب عن التعليم والهروب من المدرسة، نتيجة صعوبة المواد والمناهج الدراسية.
- ثانيًا العوامل البيئية
- المشكلات الاجتماعية والخلافات المستمرة بين الوالدين.
- عدم وجود المناخ المناسب للمذاكرة واهتمام الطالب بدروسه، مما يجعل المراهق يهمل الدراسة، كنوع من العقاب للوالدين.
- تمرد المراهق على الواقع الأليم الذي يعيشه، في ظل الخلافات الأسرية أو الصراعات المستمرة.
- التفريق بين الأبناء في المعاملة، تؤدي إلى آثار سلبية كثيرة على الأبناء منها الفشل دراسيًا.
- إن انخفاض مستوى المعيشة وانخفاض دخل الأسرة.
- عمل الطلاب بجانب الدراسة، بسبب المشكلات الاقتصادية التي تواجه الوالدين، مما يؤدي إلى إهمال الطالب لدروسه من أجل مساعدتهم على المعيشة.
- التقليد والاتباع لأصدقاء السوء، من العوامل الأساسية التي تؤدي لانحراف الطلاب وفشلهم.
- و تلبية كافة رغبات الأبناء مع عدم متابعتهم في الدراسة.
- المبالغة في التدليل وعدم وجود التعاون المثمر بين الأسرة والمدرسة من أجل مصلحة الأبناء.
- يشعر الطالب بعدم أهمية التعليم في حالة ارتفاع المستوى الاقتصادي للأسرة، حيث ان كل متطلبات المراهق مجابة.
- عدم وجود القدوة الحسنة للطالب، لكي تدفعه للاهتمام بدراسته.
- الحلقة المفقودة بين الطالب والمعلم، مما يجعله يدور في متاهة الدروس الخصوصية، وكأنه آلة تلقين المواد الدراسية فقط.
نتائج وآثار الفشل الدراسي على المراهق ونفسيته
- تواجه بعض الطلاب أسباب وصعاب تعوقهم عن مواصلة التقدم الدراسي، و تتأثر نفسيتهم خاصًة عندما يكتشف الوالدان ضعف تحصيل أبنائهم لدروسهم.
- يؤدي الفشل دراسيًا إلى ضحالة المستوى الثقافي للطالب.
- عدم القدرة على التفكير السليم في المستقبل.
- عدم التخطيط الصحيح لحياتهم بشكل صحيح، مما يصيب الأسرة بإزعاج مستمر.
- يتسبب المراهق في إصابة الأسرة بالشعور بالإحباط والخزي، وهي الركيزة الأساسية في المجتمع، مما يؤثر على نفسية المراهق.
- يشعر الطالب بالإحباط الشديد من كل ما يوجد حوله، سواء من المجتمع، والمدرسة، أو الجامعة، والمناهج، والمعلم، والنظام المتبع في الامتحانات، ومن كل شئ حوله، كما يصب عليه فشله.
- اختلال توازن المراهق، وعدم انسجامه مع أفراد أسرته، بسبب الشعور بالذنب والخزي والفشل.
- يشعر الطالب بالمقارنة الواضحة بينه وبين اخوته، فهو فشل في دراسته، أما إخوته أو أقرانه متعلمين و ناجحين في دراستهم وحياتهم.
- شعور المراهق بعدم القدرة على تحقيق حياة كريمة لنفسه في المستقبل بسبب فشله أو رسوبه.
- ينعزل الطالب وتتسع الفجوة بينه وبين إخوته وأقاربه وأصدقائه.
- يشعر المراهق كأنه أصبح عالة على مجتمعه، ويقتله الإحساس بالذنب من ناحية الأسرة التي تسعى لتحقيق كل مطالبه.
- يجعل الفشل الدراسي الطلاب غير قادرين على تكوين علاقات قوية وبناءة مع أسرهم أو مع مدرسيهم، وقد يشعر المراهق باللامبالاة التي تجعله يبدو مكروه من المحيطين به.
- يولد الحقد والحسد في نفوس الطالب على بعض زملائه.
- يصبح المراهق أكثر عنفًا وعدوانية ضد أقرانه الناجحين دراسيًا، بسبب شعوره إنهم تفوقوا عليه.
- يؤدي الشعور بالفشل إلى ضعف أو فقدان الطالب لثقته في نفسه.
- قد يصبح الفشل سمة غالبة في أي عمل يسند له في المستقبل.
- يؤدي الفشل إلى إصابة الطالب الذي يعاني من نقص الفهم والاستيعاب باضطرابات نفسية خطيرة، بسبب إحساسه بأن لديه نقص.
- قد يؤدي الفشل في الدراسة إلى نوع من العصبية الزائدة.
- يتسبب فشل الطالب في شكل من أشكال التمرد على المجتمع، من خلال ألوان الانحراف المختلفة.
- معظم الذين يسلكون سبيل الانحراف هم في واقع الأمر أفراد فشِلوا دراسيا، وفقًا للدراسات العلمية، حيث بسبب الإحساس بالنقص، ليفجروا حقدهم من خلال أفعالهم الغير سوية على المجتمع.
مجموعة حلول لعلاج مشكلة الفشل الدراسي للمراهقين
- من أهم العوامل اللازمة لعلاج مشكلة الفشل في الدراسة، تحفيز الطالب على النجاح في تعليمه منذ سن مبكر.
- مساعدة الأسرة في تكوين مستقبل أفضل وحياة نفسية أهدأ للطالب.
- بث شعور طيب من قبل الأسرة والمدرسة، تجاه المجتمع الذي منحه هذا النجاح.
- إتباع أساليب صحيحة في التربية المستمرة التي يتلقاها الطالب في المنزل.
- تعتبر المدرسة عاملًا مؤثرًا بعد الأسرة على نجاح الطفل، وتقدمه، وقوة تحصيله الدراسي.
- ابتكار وسائل لتخريج أطفال أكثر استيعابا ونجاحا في تطبيقها للعلم.
- اختيار طرق التربية المؤثرة والفعالة، وابتداع أساليب حديثة بديلة للعنف، وإلا ما نفعله سوف يضيع هباء.
- يجب أن يرتبط التعليم بالتفكير السليم، وأن يكون المنهج الذي يدرس للطالب يقوم على استخدام العقل وتنمية التفكير وتنشيطه، على مدار سنوات الدراسة.
- تعويد الأبناء على حل مشكلاتهم باستخدام التفكير السليم، والاستفادة القصوى من التفكير العلمي الجاد.
- نسف المناهج التي تقوم على حفظ واسترجاع المعلومات فقط، دون استخدام التفكير.
- لابد أن يرتبط التعليم بحياة الطالب، وتلبية احتياجاته الأساسية.
- مراعاة الحالة النفسية والاجتماعية لدى الطلاب، لأنها تؤثر على تحصيله العلمي.
- ينعكس الجو الأسري الذي يسوده التفاهم والتفاؤل على عطاء الأبناء، ومسيرة الطالب التعليمية.
- يجب على المدرسة تفهم حالة الطالب النفسية والصحية، ومراعاة ذلك بكل جدية.
- مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، حيث إن قدرات الطلاب الذكائية تختلف من شخص لآخر، وذلك يجنب الكثير من الطلاب الوقوع في الفشل الدراسي.
- النصح والإرشاد من قبل القائمين على تربية الطالب، يجنبهم الكثير من المشكلات التي قد تؤدي للفشل الدراسي.
- يجب أن يتسم الأسلوب المتبع في معاملة الأبناء باللين والشفقة، وتجنب الشدة في التعامل معهم.
- المربي الناجح هو الذي يعامل أبناءه الطلبة بالمودة والحب والرحمة، ليغرس فيه حب المادة العلمية مما يكفل له التفوق فيها.
- إعداد الكوادر التعليمية المؤهلة والناجحة، لتعزيز حب التعليم في نفوس الأبناء.
- الاهتمام بدور الأسرة في تربية الأبناء وتشجيع دورها من قبل المجتمع بأكمله، لحماية الطلاب من الفشل، والتشجيع على النجاح، وبالتالي نجاح المجتمع ككل.