الاثار السلبية والايجابية المترتبة على الزواج المبكر
يعتبر الزواج المبكر من الظواهر الخطيرة والمنتشرة كثيرًا خاصًة في المجتمعات العربية، ويترتب على الزواج المبكر مجموعة من الآثار الفيزيولوجية والسيكولوجية، والتي تؤثر على الزوجين وخاصًة الفتاة القاصر، وهو الزواج الذي يتم قبل إتمام الزوجين سن 18 عام على الأقل، ولا يرتبط الزواج بسن البلوغ، فهذا خطأ شائع، حيث اثبتت الدراسات ان جسد الفتاة يحتاج بعد البلوغ ما بين 5 إلى 6 سنوات حتى يصل إلى سن النضج الجسدي، والنفسي.
يحتاج الزوجين إلى سنوات للوصول إلى مرحلة النضج المطلوب، حتى يمكنهم تحمل مسؤولية الاهتمام بالحياة الزوجية، كما أن زواج القاصرات يعتبر ظاهرة خطيرة للفتيات اللواتي لم يتجاوزن سن العاشرة أو الحادية عشرة من العمر، وعندها لا تملك الفتاة الإدراك النفسي، أو الاجتماعي، أو الصحي، أو حتى المسؤولية التي سوف تلقى على عاتقها، لذلك سوف نناقش تلك القضية الهامة، لكي نستعرض بعض سلبيات وايجابيات تلك الظاهرة المجتمعية المتفشية حتى الآن ومع ظهور التوعية ووسائل التكنولوجيا.
هل يشجع الإسلام على الزواج المبكر؟
- حث الإسلام على الزواج للشباب الذين يملكون أنواع المقدرة سواء المادية، والجسدية، والنفسية لذلك، وهذا ما يتضح من خلال الحديث الشريف، حيث قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ” يا معشرَ الشبابِ! من استطاع منكم الباءةَ فليتزوّجْ؛ فإنّه أغضُّ للبصرِ، وأحصنُ للفرجِ، ومن لم يستطعْ فعليه بالصّومِ، فإنّه له وجاءٌ”.
- جاء التفسير واضح للشباب، الذين لديهم الوعي والقدرة على الرغبة في الزواج، وليس للأطفال والقصر، لذلك يعتبر الإسلام براء من دعوات من يزعمون أن الإسلام يحرض على زواج القاصرات.
- رغم أن مسألة زواج الفتيات الصغار في الاسلام فيها اختلاف، حيث إن بعض الآراء تؤكد أن سن الزواج للفتاة في الإسلام هو السن الذي تعقل فيه وتدرك، أي السن القانوني، والبعض يؤكد أن هناك فرق بين سن العقد وسن المعاشرة الزوجية للفتاة، وبين هذه الآراء وتلك، الأمر الأكيد هنا هو مدى إدراك الفتاة ورغبتها، وقدرتها على تحمل المسؤولية.
- تهدف الشريعة إلى زواج الشباب للعديد من المقاصد، منها
o عفة النفس، سواء للشاب او الفتاة، واتباع القرآن الكريم، وهدي سيدنا محمد صل الله عليه وسلم.
o عدم الوقوع فيما حرمه الله من المعاصي والشبهات.
o حفظ النوع الإنساني، وقوة الدولة وكيانها بشعبها.
o حفظ الأنساب و النسل ورعايته في جو أسري مناسب.
o استقرار النفس، وارتياح وسعادة الإنسان، بعيدًا عن المحرمات.
هل توجد إيجابيات للزواج المبكر؟
ترى بعض الدول وايضًا بعض العائلات أن هناك بعض الايجابيات للزواج المبكر، تعود على الزوجين، وبعضها يعود على المجتمع بأكمله، ومن أبرزها
- الحد من ظاهرة العنوسة في المجتمع، والتي أصبحت ظاهرة متفشية سواء بين النساء وحتى الرجال.
- زيادة فرص الانجاب، حيث ان كلما زاد عمر الفتاة قلت نسبة الخصوبة لديها، وبالتالي قلة فرص الحمل والإنجاب.
- زيادة نسبة التفاهم والانسجام بين الآباء والأبناء، نتيجة لتقليل فارق العمر بينهم.
- الحد من العلاقات المحرمة خارج إطار الزواج قبل الزواج، مما يؤدي لتقليل نسبة أطفال الشوارع وغيرها من المشكلات المجتمعية.
الآثار السلبية الناتجة عن الزواج المبكر
للزواج المبكر الكثير من التأثيرات الزوجية على حياة الزوجين، وخاصًة الفتاة، وبالتحديد كلما كان سن المتزوجين، أقل كلما كانت التأثيرات أعمق وقد تمتد آثارها مستقبلًا، وهذه التأثيرات لا تمس فقط الزوجين، بل وعلى الأطفال ايضًا، ومن أبرز تلك التأثيرات السلبية
- الحرمان من حق التعليم
- يعتبر التعليم حق أساسي للفرد، حيث يلعب دور رئيسي في نمو وبناء شخصيته.
- يبني العلم ليس الفكر وعقل الشخص المتعلم فقط، بل يبني أسرة متكاملة، وصغيرة العدد، ويساهم في زيادة الإنتاجية، لاكتفاء الأسرة.
- يؤدي الحرمان من الحق في التعليم، في تأخر التنمية، وعدم استقلالية الأفراد الاقتصادية.
- يعجز الانسان الغير المتعلم عن عن اتخاذ أي قرار، أو المساهمة في بناء المجتمع.
- أضرار جسدية وصحية
- يؤدي هذا الزواج إلى التأثير على الجسم والصحة العامة، خاصًة للفتاة.
- تتأثر صحة الفتاة سلبًا بسبب الحمل في سن مبكرة، وتكرار عملية الإنجاب، مما ينتج عن ذلك أضرار جسدية قد تكون جسيمة.
- أضرار نفسية
- تتعرض الفتاة للإساءة والاستغلال، بإسم الزواج.
- لا يعطي هذا الزواج، القدرة على اتخاذ القرار المناسب بشأن مستقبل الزوجين، أو حق القبول أو الرفض.
- الحرمان من حق الاختيار، والإكراه على الزواج، دون رضا الفتاة الكامل، واحيانًا دون رضا الطرفين.
- تتعرض الفتاة للعنف، وهي في سن صغيرة، ولا تكون قادرة على المواجهة، بسبب ضعفها وقلة خبرتها.
- أضرار مجتمعية
- انتهاك حق الكرامة الإنسانية، مما يجعل الفتاة وحقوق المرأة في مرتبة متدنية في المجتمع.
- تصبح الفتاة عاجزة عن اتخاذ القرارات الخاصة بأسرتها، ويقتصر دور تلك الطفلة على إنجاب مزيد من الأطفال بلا وعي.
- تعجز الفتاة عن تربية أطفالها تربية سليمة، أو تأسيس أسرتها، وتأمين مستقبلهم.
- يتأثر المجتمع بالزواج المبكر بشكل عام، لأنه يبدأ من الأسرة، وينتهي بالمجتمع بأكمله.
- تأثيرات مستقبلية
- للزواج المبكر تأثيرات على العلاقات الأسرية في المستقبل.
- يؤدي إلى زيادة نسبة معدلات الطلاق في المجتمع، مما يجعل المشكلة تتفاقم.
- تعدد المشاكل الأسرية، والتي تنتج عن عدم نضج الزوجين، واحيانًا عدم نضج الفتاة، وزيادة فرق السن الكبير بين الزوجين.
- تتشوه الأسرة والشكل او الاطار الأسري، مما ينتج عنه التأثير على المجتمع، لأن الأسرة هي الوحدة الاولى في المجتمع.