ما هي مناسك الحج لبيت الله الحرام ؟
يتوافد الحجاج من جميع أنحاء العالم في هذا الوقت من كل عام لأداء مناسك الحج مع بداية شهر ذي الحجة، بمكة المكرمة، وقد شرع الله سبحانه وتعالى لعباده الحج وهو ركن من أركان الإسلام، لإتمام مناسك الحج من أجل التقرب إلى الله، للذهاب في رحلة دينية ربانية إلى بلدة مقدسة، لكي نستشعر فيها حلاوة الإيمان، وهي قبلة جميع المسلمين في مشارق ومغارب الأرض، الجميع منهم يقصدها، لإعلاء كلمة التوحيد، والتعبير عن الحب الخالص لله، والتخلص من جميع قيود الدنيا، راجين عفو الله ومغفرته، وطاعة قول الله تعالى “فلا رفث و لا فسوق و لا جدال في الحج”، لذا تتجلى أقوى معاني الزهد والإخلاص في حب وطاعة الله في تلك الرحلة الإيمانية المباركة.
سوف نتعرف سويًا على مناسك الحج إلى بيت الله الحرام، والتي تتمثل في الإحرام، والذي بدونه لا يكون الحج صحيح، والسعي بين الصفا والمروة، وبعدها التوجه منى، ثم الوقوف بعرفة، والتوجه إلى المزدلفة، وبعدها رمي جمرة العقبة الكبرى، وحتى طواف الوداع.
خطوات و مناسك الحج إلى بيت الله الحرام
- نية الحج
- قال رسول الله صل الله عليه وسلم ” إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيُبها، أو إلى امرأةٍ ينكحها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه”، لذلك تعتبر النية هي الاساس في جميع الأعمال.
- بداية مناسك الحج تكون مع النية، حيث يخرج الحاج من بيته، بنية حج بيت الله.
- الإحرام
- عند حدود الميقات يبدأ الحج بالإحرام، من خلال ارتداء لباسٍ بسيط.
- يتكون الرداء للحاج الرجل من من ردائين “قطعتين” غير مخيطين.
- بالنسبة للمرأة يتكون رداء الإحرام الخاص بها، من أي رداء تريد أن ترتديه، بشرط دون زينة أو تبرج.
- هناك نوعان من المواقيت
- مواقيت زمنية
o قال الله سبحانه وتعالى ” الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ”، لذلك يعتبر الميقات الزمانيّ هو وقت الحج.
- مواقيت مكانية
o ورد عن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، في الحديث الشّريف “وقَّتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأهلِ المدينةِ ذا الحُلَيفةِ، ولأهلِ الشامِ الجُحْفَةَ، ولأهلِ نجْدٍ قرنَ المنازلِ، ولأهلِ اليمنِ يَلَمْلَمَ، قال: فهُنَّ لهنَّ، ولمن أتى عليهن من غير أهلهنَّ ممن أراد الحجَّ والعمرةَ، فمن كان دونهنَّ فمن أَهلِه، وكذا فكذلك، حتى أهلُ مكةَ يُهلِّون منها “.
o يعتبر الميقات المكاني هو كما ذكر رسول الله صل الله عليه وسلم في الحديث.
- الذهاب إلى مكة
- هنا يتجه الحاج إلى مكة المكرمة، وذلك بعد الاستعداد بالاستحمام، أو الوضوء.
- الطواف
- يبدأ الحاج بالتوجه للحرم، لبداية الطواف سبعة أشواط حول الكعبة المشرفة.
- يكون على يسار الحاج الحجر الأسود، والذي يبدأ كل شوط منه.
- يفترض على الحاج أن يستلم الحجر الأسود بالتقبيل في كل شوط.
- يجوز للحاج أن يشير إلى الحجر الأسود من مكانه، في حالة إذا عجز عن الوصول إليه.
- على الحاج أن يتحاشى إيذاء من بجواره من الطائفين، ولا يقوم بالمزاحمة أو الدفع، لكي لا ينتقص شيء من ثوابه.
- السعي بين الصفا والمروة
- الصفا والمروة، هما جبلان بمكة المكرمة، تأسياً بالقصّة الشهيرة للبحث عن الماء، من خلال سعي السيدة هاجر زوجة إبراهيم عليه السلام، وأم إسماعيل عليه السلام.
- السعي يكون سبع مرات، بعد الطواف بين الصفا والمروة.
- قد أمرنا بالسعي، وذلك يتضح من خلال استقبال رسول عليه عليه الصلاة والسلام للقبلة في السعي، وقد ورد فى الحديث الشريف “يا أيها الناسُ، اسْعَوا، فإن السعْيَ قد كُتِبَ عليكُم”.
- الذهاب إلى مِنى
- تعتبر مِنى هي منطقة تبعد ثلاثة أميال عن مكة.
- مِنى هو المكان الذي تُرمى به الجمرات، في الثامن من ذي الحجة، بعد طواف القدوم.
- يوم عرفة
- في اليوم التاسع من ذي الحجة، تكون الانطلاق إلى عرفة.
- يتم الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، ويتضح ذلك من خلال قول النبي عليه الصلاة والسلام “الحجُّ عرفةُ، فمن أدرك ليلةَ عرفةَ قبل طلوعِ الفجرِ من ليلةِ جُمَعٍ فقد تمَّ حجُّه”.
- المُزدلفة
- هو وادي بين عرفة ومِنى، يبعد عن مِنى مسافة ميلين في جهة الشرق.
- يتم النزول من عرفة إلى المُزدلفة، في ليلة العاشر من ذي الحجة.
- يقوم الحاج بالجمع بين صلاتَي المغرب والعشاء، والمبيت أثناء الليل هناك.
- يتم التوجه إلى مِنى، من أجل رمي جمرة العقبة، في العاشر من ذي الحجة.
- النحر وحلق الرأس
- يقوم الحاج بنحر الأضاحي وحلق الرأس في مِنى.
- يتجه الحاج إلى مكة المكرمة في العاشر من ذي الحجة، من أجل القيام بطواف الزيارة، ثم يعود إلى مِنى.
- إذا فات الحاج السعي في اليوم الثامن من ذي الحجة، يمكن أن يقوم بالسعي بين الصّفا والمروة.
- طواف الوداع
- يقوم الحاج بمِنى في يومي الحادي عشر، والثاني عشر من ذي الحجة.
- يقوم الحجاج برمي الجمرات الثلاث، كالآتي
o الجمرة الأولى.
o الجمرة الوسطى.
o جمرة العقبة، وهي تقع قريبًا من مسجد الخيف.
- يمكن العودة مرة أخرى إلى مكة المكرمة، للطواف حولها، وهذا ما يسمى طواف الوداع، والارتواء من ماء زمزم المبارك.